" كـشـــف أوراق "
غــزى كـلماتـي الإرهــاق و الغـبــن أحـبـتــي
و أصابــها الوهــن الخبيث بأهوالـه لا عجــب
ها هـو القـدر يفاجئـنــا بخبايـا أسـراره طاعنـة
يعجـز فـي وصفـهـا مؤلفـي المعجــم و الكـتـب
و راح سيـلان الغـيـظ بطوفانـه جارفــا هالـكــا
بعـد اكتشـاف إنهال علي جوارحنا بوابل التعب
فترنحــت أرواح عـلـى أشـــواك الهــمّ ثـاقـبــة
أقـدامنـا الحافـيـة بجـروح وأنـيــن الآه ينتصـب
فقــد الصـواب و أضحـى الجـريـح كالمخـبــول
غاب عنه العقل غادر مجالـس السكينة و ذهـب
قد يفـتــك الخـداع و المكـر بكـلّ رويـة و ثقــة
و يعـمــل قـضـاء وبـاء الطاعـــون و الكـلـــب
و يذوق المـرء طعـمـا لعـنـة الله عـلــى مـذاقــه
حتمـا يفـضـل بـدلـه السّـم عنـد اختيـار الطـلـب
مـؤكّـد يصيـبــك وجــمـا من نــزول صاعـقـة
و شلل بـارتفـاع ضغـط يـظهـر فجــأة و يشرئب
و يهلـكـك وقـع التيّـار فيرميك منبطحا صريعـا
وكنت شديـد المواجهـة تعبث بالمحـن كاللّـعـب
لا تصـارع خـيـالات و بعـقـلـك ارتـقـي للعـلا
تنفّـس الصّعـداء و تقـبّـل تسلّـط وقعــة الكـرب
ما همّك إن ضاع توازن الأشـياء منك في لحظة
و يشـهد الجميـع شهامتـك وقـت شدائـد الخطـب
اسـترجـع قـواك و انهـض بعزم بعـد كـلّ وقعـة
حتى الأرض تستعيـد مسارها بعد كوارث نكـب
تحـزّ بالنّـفـس ملامح اعـتـدنا و ألفــنــا جـوارها
و تلاشـت كما تنصهـر سباـئـك الفضة و الذّهـب
هـناك رمـح غـدر من يصيبـك بالقتـل تصويبـه
عند عجزهم لفنائك فرسان الشجاعـة و الغضـب
خـاب و الله مـن علـى الغـش وضع أساس حياتـه
و لا رغـد عيش فـؤاده بما جنـاه وهمـا و اكتسـب
و ما أمن من مكر الأقدار إذ تحول على مجاريهـا
فتحرقه المحـن كما يفعـل هيجان النيـران بالحطب
ربي .. كيـف لإيمـان جـمـع القـلـوب و صفـاءها
يخفي وحلا مقيتا برائحته يغزو الأمان و يغتصب
عجز و احتـار العـقـل أي مقام يعتـليـه و يسـلكـه
و بـأي العبارات ينعي أجلــه الملعـون و ينتحـب
إلهي ..وحـدك العالـم بنيّة عبدك تحصيـها و تقـيّـدها
فنفّر أرواح الطيبين عن مواضع الغدر بجرم مرتقب
قـد أصابـنـا نحـر أيـادي آمـنّـا و صدّقــنـا إدعــاءها
فأضحى الشكّ يستنفر وجعا لكلّ ما عداها و ينقـلـب
تجلّـد يا هـذا و راجع بالله عليـك أوضاعا متفاقـمـة
و تُـب إلى الرّحمن عساه يهديك و يمنحك ما تحـب
ما أفـاد النــواح على أطـلال تلاشى سحـر بريقـها
جدّد الجأش و ابني صرحا بقواعد الوضوح وجـب
